الكلمة التعريفية

مشروع العلامة محمد بن صالح العثيمين

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات، وعم خيره ما في الأرض والسماوات، وبسط علمه فضله لمن سأله إكرامًا منه وخيرات، وصلى الله على رسوله خاتم الأنبياء وسيد الرسالات، وعلى أصحابه الذين اقتفوا هداه وتنافسوا في الباقيات الصالحات.

وبعد، فإن التنافس في تحصيل العلم أعلى مطلوب وأجل مرغوب، قال سفيان بن عيينة: “لم يعط أحد بعد النبوة أفضل من العلم والفقه في الدين”، وذلك لأن حاجة الناس إلى العلم حاجة لا يوازيها حاجة كما أنه شرف لا يدانيه شرف، قال حرب الكرماني: “سمعت أحمد بن حنبل يقول: الناس يحتاجون إلى العلم مثل الخبز والماء؛ لأن العلم يحتاج إليه في كل ساعة والخبز والماء في كل يوم مرة أو مرتين”.

من أجل ذلك اشتدت سواعد الدعاة إلى الله في نشر العلم الشرعي القائم على الكتاب والسنة وفق منهاج السلف في أخذ الدين والعمل به، وعمدوا في كل زمان إلى التسلح به والتأصيل فيه ونشره بين الناس أخذًا من قوله تعالى: “فلولا نفر من فرقة منهم طائفة لتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون”، فكان من أثر ذلك جليًّا أمانة تحَملِ العلم وأدائه إلى من كان بعدهم غضًّا طريًّا نقيًّا ((يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله، ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين)).

ومن هذه السواعد الحسنة النيرة ما نراه منتشرًا في زماننا من إقامة الدورات العلمية بمشاركة النخب من العلماء والمشايخ وطلاب العلم في عامة أقطار الدنيا وعبر عدد من الوسائل المرئية والمسموعة، والحمد لله على فضله وإدامة خيره وعموم إحسانه.

وقد حاولنا في مشروع العلامة محمد بن صالح العثيمين العلمي أن نقفوا أثر من سبقنا ونعين على نشر العلم الشرعي في دولة الكويت ما استطعنا، فكانت انطلاقتنا في عام 1423 هـ -2002 م ، بإشراف شيخنا الدكتور الفاضل عثمان بن محمد الخميس سلمه الله وبارك في علمه وجهده، فقد أشار حفظه الله بإنشاء هذه الدورة التي تحمل اسم علم شريف من أعلام العلم وسدنته؛ العلامة المحقق والفهامة المدقق محمد الصالح العثيمين رحمه الله وغفر له وأسكنه بحبوحة الجنة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وهو من هو مُثلًا في نشره للعلم والدعوة إلى الله تعالى والصبر على ذلك، فجزاه الله عنا وعن المسلمين خير الجزاء وأوفاه وأكمله.

وكان من توفيق الله تعالى ان اختطت الدورة لنفسها أهدافًا ومنهاجًا في نشر العلم وتأصيله بين طلابه؛ بداية بتعليم صغار العلم قبل كباره، وفق خطط منهجية كانت محل نظر وتبصر من مشايخ وعلماء دوريًّا؛ ولم تخل من تنقيح متعاقب مستمر، إلى أن تحقق تدريس عدد لا بأس به من المتون العلمية والحمد لله.

وها هو المشروع في سنواته الأخيرة قد قطف ثمار عدد من مشاريعه العلمية، وأينعت ثمار سعيه البهية، حتى غدا هذا المشروع المبارك مِثالًا يحتذى به في دولة الكويت وخارجها، وتفرع عنه عدد كبير من المشاريع العلمية.

 والله نسأل التوفيق والسداد والإخلاص والرشاد فهو حسبنا ونعم الوكيل؛ نعم المولى ربنا ونعم النصير، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

 

اللجنة المنظمة

0 +
المتخرجين
0 +
الدارسين
0 +
الدورات
0 +
الطلاب